رمضان حياتي

ما حكمُ استعمالِ المرأةِ حبوب منعِ الدورةِ لتصومَ رمضان؟



فيما يلي سؤال يؤرق بعض السيدات في رمضان يرد عليه الدكتور أحمد عبدالعزيز الحداد، كبير المفتين ومدير إدارة الإفتاء بدائرة الشئون الإسلامية والعمل الخيري في دبي:

السؤال:
ما حكمُ استعمالِ المرأةِ لحبوبِ منعِ الدورةِ لأجلِ أن تصومَ شهرَ رمضان؟

قال الحداد:
إن استعمــالَ المــرأةِ لحبــوبِ منــعِ الــدورةِ لا حــرجَ فيه إن شاءَ اللهُ –تعالى- ما لم يترتــبْ علــى ذلــك الاستعمالِ ضررٌ بالمرأةِ، فإن ترتّبَ على استعمالِـهِ ضررٌ مُنِعَ لأجلِ الضررِ؛ لأنّ استعمــالَ الحبــوبِ لهــذا الغــرضِ وسيلةٌ مباحةٌ لعملِ خيرٍ، والوسائلُ لهــا حكــمُ المقـاصدِ، فإذا استُعْمِلَ المباحُ لغرضِ فعلِ الطاعةِ يُرْجَى أن يثابَ على فعلِه اعتباراً بـنِـيَّـــــتِــه.
والله تعالى أعلم.

هل حمرة الشفاه والكحل في رمضان يفطر الصائمة؟




سؤال يؤرق كثيراً من الفتيات والنساء في رمضان، نطرحه على الدكتور أحمد عبد العزيز الحداد، كبير المفتين ومدير إدارة الإفتاء بدائرة الشئون الإسلامية والعمل الخيري في دبي:
السؤال
هل التزين مثل وضع أحمر الشفاه، والكحل وغيره في رمضان، يفطر الصائمة؟

رد الحداد:
الزينة التي على الجلد لا تفطر الصائم؛ لأنها توضع على الجسم ولا تدخل إلى الجوف، فوضع المرأة المساحيق ونحوها مما يكون على بشرتها، لا يفسد صومها.
غير أن الأولى للمرأة المسلمة، الابتعاد عن وضع هذه المساحيق أثناء صومها؛ لأنه داع إلى الإثارة، والصائم في عبادة، ينبغي له أن يجتنب كل ما يثير الشهوة؛ لذلك كره له التطيب ونحوه، وعندها متسع من الليل للتجمل والتزين والتَّبعُّل.

أما عن الكحل في العين، فقد رد الحداد قائلاً:
هذه المسألة فيها خلاف بين الفقهاء، فعند السادة الشافعية: القطرة في العين والكحل وغيره لا تفطر الصائم؛
لأن العين ليست منفذاً مفتوحاً، فإذا كان الاكتحال أو القطرة لضرورةٍ فلا بأسَ إن شاء الله تعالى.
على رأي فقهاء الشافعية.
والله تعالى أعلم.

الوقوع في خصام هل يفسد الصيام؟


في رمضان يشيع العفو والتسامح، وينتشر الخير، ويسعى الصائم المؤمن إلى تكريس كل ما من شأنه أن يقوي التلاحم الاجتماعي، ويبادر إلى الصلح بين الناس، غير أن شهر رمضان أيضاً لا يخلو يومياً من مشاهد الخصام والنزاعات بين الصائمين بسبب خلافات بسيطة، فكيف يمكن للصائم تجنب الوقوع في خصام قد يفسد صومه؟


يرى الدكتور عبدالباري الزمزمي، أن أول شيء هو أن كل صائم مسلم، يعرف مبدئياً أنه خلال هذا الشهر الكريم قد يكون متوتراً، ينبغي عليه تجنب الاحتكاك مع الآخرين، وتفادي الاختلاط مع الناس خلال الصيام، مادام يدرك أنه متوتر وسريع الغضب؛ لأنه في رمضان تصفد الشياطين، ويتسابق الناس للقيام والذكر والدعاء لتهدأ النفوس، فبدلاً من أن يظل هذا النوع من الصائمين في احتكاك مع الآخرين؛ فإنه من الواجب عليهم البحث عن كل الفضاءات، بما فيها المساجد طبعاً التي يقام فيها الذكر وتنظم دروس العلم، والتي من شأنها أن تشغلهم عن الخصام.



فالصوم نوعان كما يقول الدكتور الزمزمي في حديثه لـ«سيدتي»:



صنف من الناس يصوم تقرباً لله، وصنف آخر يصوم تكلفاً ورياءً، ويقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذا الصدد: «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل ولا يصخب، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني امرؤ صائم».
وحول الطريقة التي يمكن أن يتفادى بها الإنسان خصامات رمضان؛ يؤكد الزمزمي: «إن الأصل في الموضوع تجنب الاحتكاك المبالغ فيه مع الناس، كأن يبادر بالتالي إلى القيام بأعمال الخير، كإطعام الطعام، التصدق، زيارة ذوي الأرحام والأهل، والسعي في هذا الشهر المبارك إلى القيام بكل خطوة يرى أنها ستطفئ غضبه».



وحول موقف الشرع الإسلامي ممن يتلذذون بالتفرج على الخصامات والنزاعات بين الناس في رمضان؛ يؤكد الدكتور الزمزمي أن المطلوب من الصائم المسلم أن يحرص في هذا الشهر الكريم على تجنب الذنوب والسعي للمغفرة، والحصول على الأجر، فالمطلوب من المسلم أن يصلح ذات البين، ويصد كل من يرغب في إشعال فتيل التفرقة والنزاع بين الناس، بدلاً من إخماده، بدليل قوله تعالى في سورة الحجرات: «إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون».
«فعلى الصائم في هذا الشهر الكريم ألا يكون مشاحناً لأخيه المسلم، ولا أن يقف موقف المتفرج؛ لأننا نعيش في مجتمع إسلامي قوامه الهدوء، والسلم، والتعايش، والعفو والتسامح».

متى تغتسل الصائمة من الدورة الشهرية


مازالت الدورة الشهرية تثير هواجس كثير من الصائمات، والكل يردن أن يعرفن متى يجوز صيامهن، ومتى لا يجوز، وقد توجهنا إلى الدكتورة الداعية نادية عمارة بالسؤال التالي الوارد من إحدى القارئات:

اسمي منى، 15 عاماً، تأتيني الدورة الشهرية، وتمكث أربعة أيام، ثم يوجد بعض السوائل البُنّية في اليوم الخامس، فهل هذا من الدورة الشهرية، أم يجب أن أغتسل؟

وقد أتى جواب الدعية كالتالي:
حبيبتي منى... أشكرك أولاً على حرصك على معرفة أحكام الدين في الطهارة، وأقول لك: طالما توجد سوائل بُنّية أو صفراء، أو أي سوائل معكرة اللون في وقت الحيض «أي وقت الدورة الشهرية»، فأنت مازلت حائضاً، وعليك الانتظار حتى تجدي المكان نظيفًا أبيض، فإنما تكون الصفرة، والكدرة حيضاً في أيام الحيض، وفي غيرها لا تعتبر حيضاً؛ لقول أم عطية -رضي الله عنها- «كنا لا نعد الصُّفْرة والكُدْرة بعد الطهر شيئًا» رواه أبو داود والبخاري، ولم يذكر بعد الطهر.

هل يجوز للمرأة قراءة القرآن أثناء الدورة الشهرية؟




خلال أيام رمضان يكون لديّ حنين يومي لقراءة القرآن لكن أثناء فترة الحيض تحايلت على ذلك بأن لبست جورباً في يدي ليكون عازلاً؛ حتى لا ألمس المصحف فما مشروعية ذلك؟


الدكتورة/ نادية عمارة تجيب عن أسئلة  الرمضانية
هناك رأي يقول إن المرأة الحائض لا مانع لها من لمس المصحف دون عازل؛ لاعتماده على حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إن المؤمن لا ينجس». أي أن المؤمن ليس نجساً، وهنا بالنسبة لك أختي السائلة الحيض ليس نجساً، فالنجاسة هنا حكمية أي تترتب عليها أحكام وهي أنك لا تصلين، ولا تصومين، لكن لا مانع لك في أن تمسكي المصحف. وهناك فريق آخر يرفض ويقول لا يجوز للحائض أن تلمس المصحف؛ انطلاقاً من مفهوم الآية الكريمة «لا يمسه إلا المطهرون». بينما هناك رأي ثالث للإمام مالك يؤكد أنه يجوز للمعلمة والمتعلمة الحائض أن تلمس كلتاهما وتمسكا المصحف، ولكن متى انقطع الحيض حرام عليهما إمساك المصحف حتى تطهرا.

هل يجوز الزواج في رمضان؟



تعودنا أن يكون شهر رمضان للعبادة، وقلما نسمع عن أحد أقام عرسه في رمضان، بل نكاد نرى معظم المقبلين على الزواج يضعون مواعيد أعراسهم بعد انتهاء الشهر الفضيل، ولكن لكل قاعدة استثناء.
وقد وردنا سؤال بهذا الخصوص، وقد أجابت عليه الدكتورة الداعية ناديا عمارة:

الحالة

 قررت أسرتي زفافي خلال تلك الفترة الرمضانية؛ لظروف سفري مع زوجي، فهل هذا جائز في الشهر الكريم؟
نجلاء عبده- الجيزة
رد الداعية
 الأمر جائز لكنه يحمل خطورة؛ لأن الأمر يكون في بدايته، ومن الممكن ألا يستطيعا تطبيق الأوامر والنواهي والأحكام الشرعية أثناء فترة الصيام، فمن الأفضل تأجيل الزواج أو تأخيره لما قبل رمضان أو بعده؛ حتى يحافظا على صيامهما.

حكم ارتداء الحجاب أثناء رمضان وخلعه بعده



لرمضان أجواؤه الروحانية الخاصة التي تميزه، ونجد بعض الفتيات يتأثرن كثيراً بهذه الأجواء؛ لدرجة أن يرتدين الحجاب، ولكن يسارعن لخلع الحجاب بمجرد أن ينتهي الشهر.

الالتزام بالزى الشرعي فرض على نساء وبنات الأمة الإسلامية، فهو عمل صالح، لكن أفسدته النية السيئة المُسْبَقَة مِنك، فَكُل مَنْ ترتدي الزِّى الشّرعي-وهذا هو الاسم الصحيح له، وليس كلمة الحجاب- في رمضان فقط، مع تبييت نية التخلي عنه بعد رمضان؛ فقد أفسدته؛ لأن النية تسبق العمل وتقترن به، ورب رمضان هو رب غيره، والعبرة من هذا الشهر الجليل أن تتدربي على التزام كافة الأوامر الربانية؛ حتى تصير خلقاً وطبعاً كريماً فيكِ، وليس كما يفعل كثير من الناس بالتزامهم أموراً في رمضان، فإذا ما انقضى انقضت. ومن هنا عليك بأخذ نية أن ترتديه ولا تخلعيه، يوفقك الله وبنات المسلمين لما يُحب ويرضى.